مع تطور التقنية أصبح تناقل المعلومة في لمح البصر من أسهل الأمور، ومع تعدد وسائل الشبكات الإجتماعية المختلفة أصبحت تتفاوت فيما بينها بالمزايا، ولكنها تتفق جميعاً في أمر واحد وهو: “سرعة التواصل”.
يُعتبر الواتساب من أوسع الخدمات انتشاراً حول العالم، ففي هذا الوقت يستخدمه ما يزيد عن 700 مليون إنسان حول العالم، يقومون بتبادل 64 مليار رسالة و 800 مليون صورة و 100 مليون فيديو يومياً. ومع هذا الإنتشار الكبير أصبح الواتساب وسيلة مهمة لاستخدامها في تسهيل عمل المنظمات غير الربحية لما يحويه من الكثير من المزايا التي قد لا توجد في غيره من وسائل التواصل الإجتماعي، ومن هذه المزايا:

1. الوصول المباشر للمستفيد إلى جواله.
2. سهولة إعادة نشر الرسائل مرة أخرى وبشكل مجاني.
3. إمكانية نشر تفاصيل كاملة حول المشاريع بالصور والفيديو.
4. سهولة فتح الروابط.
5. إرسال الرسالة إلى الآلاف من الأشخاص في الوقت الواحد.
6. سهولة الرد والإرسال بين المنظمة والمستفيد.

ولتقوم المنظمة بتفعيل خدمة الواتساب في تطوير عملها يجب ألا تغفل عن أربع مجالات مهمة في الواتساب تستطيع المنظمة عملها:

متابعة فرق العمل

يعتمد نجاح فريق العمل في المنظمة على سرعة التواصل بين أعضاءه، وإنشاء مجموعات في خدمة الواتساب مُقسمة على فرق عمل المنظمة سيسهل من متابعة الأعمال وتوزيعها وتقييمها ونشرها بسهولة، بل ستزيد هذه المجموعات من الترابط بين أفراد المنظمة بشكل أكبر. وأصبحت كثير من المنظمات الحكومية والخاصة والخيرية حول العالم تعتمد على هذه المجموعات في إدارة عملها وإصدار القرارات والتوصيات المختلفة. فإذا كنت تزهد في تفعيل مثل هذه المجموعات فننصحك بأن تبادر بإنشاءها لما أثبتته من نجاح في التواصل الفعّال بين فرق العمل.

النشر التعاوني

منذ زمن ليس ببعيد كانت وسائل التسويق في المنظمات الخيرية تعتمد بشكل كبير على المطبوعات الورقية أو الإعلانات التلفزيونية، ومع تقدم وسائل التواصل أصبح ما تصل إليه المنظمة في شهور تصل إليه في ساعة واحدة، وهذا ليس بالأمر الغريب؛ فبنقرة زر واحدة أصبح بإمكانك أن تصل إلى أكثر من 28 ألف شخص في ثوانٍ معدودة. وهذا الرقم هو ما توصل إليه المكتب التعاوني للدعوة بحي الروضة بالرياض عبر خدمة الواتساب، فقد قام المكتب بنشر إعلان للإشتراك في الرقم المخصص لخدمة الواتساب، ثم تم نشره ليشترك في الخدمة آلاف الأشخاص من المجتمع، حتى أن بعض المشاريع التي في السابق كانت المنظمة تحتاج إلى أشهر لتوفير الدعم المادي لها، ومع الواتس آب أصبح توفير هذا الدعم المادي يتم في أيام قليلة.

لذلك يمكن للمنظمة جمع أرقام هواتف آلاف الأشخاص من المجتمع عبر إعلان للتسجيل في خدمة الواتس آب يُنشر عبر وسائل التواصل الإجتماعي، ثم يتم تكوين مجموعات “برودكاست” ليسهل الإرسال إلى الآلاف من الأرقام في الدفعة الواحدة، فإذا ما تم إرسال رسالة تسويق لأحد مشاريع المنظمة إلى هذا العدد من المستخدمين، فسيقوم نسبة كبيرة ممن وصلتهم الرسائل بإعادة إرسالها إلى أصدقائهم، وبذلك بدأت هذه الرسالة بالإنتشار لتعم عدد كبير من أفراد المجتمع.

إدارة المتبرعين

من أهم وسائل ضمان كسب ولاء المتبرع للمنظمة هو التواصل العميق معه بعد عملية التبرع بشكل متواصل، فالتواصل مع المتبرع عن طريق خدمة الواتس آب يتميز بسرعة وصول الرسالة وإمكانية إرفاق الصور والمقاطع المرئية والنصوص الطويلة بسهولة، فإرسال تقارير المشاريع والإنجازات مع صور لها أو مقاطع مرئية بشكل مستمر سيجعل من المتبرع يعاود العطاء مرة أخرى. كما أن معرفة المتبرع بمصارف ماله في المنظمة من شأنه أن يزيد من ثقته في المنظمة. لذلك إبدأ من اليوم بعمل قائمة نشر تحمل أرقام المتبرعين للمنظمة وتواصل معهم بإنجازاتك بشكل أسبوعي.

نافذة للمجتمع

التواصل مع المجتمع والرد على الإستفسارات والأسئلة واستقبال الشكاوى والإقتراحات من أهم الأمور في قسم العلاقات بالمنظمة، وإنشاء رقم خاص عبر خدمة الواتس آب لمثل هذه القضايا سيسهل على المجتمع التواصل السريع مع المنظمة. وسيسهل كذلك على المنظمة الرد السريع على أي رسالة تصل إليها.

ختاماً .. إبدأ الآن في تفعيل هذه الخدمة الرائعة في منظمتك وفق ما تراه سيحقق المصلحة، ويمكنك الإستفادة من كتاب “مسارات” والذي قام بإعداده المكتب التعاوني بالروضة، ويمكنك الإستفادة مما جمعوه حول تفعيل خدمة الواتس آب في المنظمة عبر تحميل هذا الكتيب المفيد. ولا تنس أن استخدام المنظمة للوسائل التقنية الحديثة والمتطورة في تنمية الموارد وزيادة الكفاءة وتحسين الصورة أمام المجتمع خطوة هامة من خطوات النجاح في المنظمة.